قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بعض أصول الزيدية

صفحة 205 - الجزء 1

  أ - دلالة العقل.

  ب - النصوص القرآنية.

  ج - النصوص النبوية المجمع عليها، أو المسلم بصحتها عند المسلمين.

  أما ما سوى ذلك فلا يجوز قبوله، ولا الاعتماد عليه، وعلى هذا فإن كل من يستدل على إثبات أصل في العقيدة الإسلامية بغير ما ذكرنا فإن الزيدية ترده، ولا تقبل به، ولا تقيم له وزناً.

  ٧ - أن الصحابة كغيرهم من الناس، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}⁣[فصلت: ٤٦].

  وأن فضيلة الصحبة لا تنفع المجرمين، بل الواقع والصحيح أنه يضاعف العذاب على الصحابي الذي يرتكب الفواحش دون غير الصحابي، وهذا هو الذي قامت عليه البرهنة الصحيحة، دون ما يقوله أهل السنة والجماعة، وذلك في قول الله تعالى في أزواج النبي ÷: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ... الآية}⁣[الأحزاب: ٣٠].

  والسر في ذلك - والله أعلم - أن المعصية تعظم على حسب عظم النعمة التي أنعمها الله تعالى على الإنسان.

  ونعم الله تعالى على الصحابة بمشاهدة النبي ÷ ومشاهدة الهدى، والنور أعظم وأتم من نعمه تعالى على المؤمنين الذين آمنوا بالنبي ÷ ولم يشاهدوه.

  وحينئذ ففضيلة الصحبة لا تنفع إلا المؤمنين الذين استقاموا على الإيمان والهدى، وتماماً كما قال سبحانه وتعالى في نساء النبي ÷: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ ...}⁣[الأحزاب: ٣١].

  فإن قيل: ما ذكرت إنما هو في نساء النبي ÷، لا في الصحابة، والكلام إنما هو في الصحابة لا في نساء النبي ÷.

  قلنا: العلة والسبب الذي استحق به نساء النبي ÷ مضاعفة العذاب على فعل فاحشة أو مضاعفة الثواب على الاستقامة إنما هو معاشرة النبي ÷