الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شرائع الإسلام وأكبر فرائضه بلا خلاف بين المسلمين.
  ومن أدلته قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر}[آل عمران: ١٠٤] وقوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ٧٨ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوه .....}[المائدة: ٧٨ - ٧٩].
  وإنما يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متى تكاملت شرائطهما، وهي:
  ١ - البلوغ والعقل، لرفع القلم عن الصبي والمجنون.
  ٢ - القدرة عليهما {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦].
  ٣ - العلم من الآمر والناهي بأن ما أمر به معروف، وما نهى عنه منكر؛ لأنه إن لم يعلم ذلك لم يؤمن أن يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف.
  ٤ - ظن التأثير، فإن لم يظن التأثير لم يجب الأمر والنهي هكذا اشترطوا.
  وقد قيل: إن ذلك واجب سواء ظن التأثير أم لم يظن، وهذا هو الأولى؛ لقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ١٦٤ ....}[الأعراف] ولإبلاغ الحجة {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[النساء: ١٦٥].
  وإنما يجب ذلك إلى أن يحصل أمران:
  ١ - إلى أن يعلم الآمر الناهي أنه قد بلغ العصاة الحجة، وأنهم قد استيقنوها، وأنهم على بينة.
  ٢ - إلى أن يستعمل الآمر الناهي الطرق والحيل، ويسلك في ذلك كل السبل، ويصرف لهم المواعظ.