قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

صفحة 231 - الجزء 1

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شرائع الإسلام وأكبر فرائضه بلا خلاف بين المسلمين.

  ومن أدلته قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر}⁣[آل عمران: ١٠٤] وقوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ٧٨ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوه .....}⁣[المائدة: ٧٨ - ٧٩].

  وإنما يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متى تكاملت شرائطهما، وهي:

  ١ - البلوغ والعقل، لرفع القلم عن الصبي والمجنون.

  ٢ - القدرة عليهما {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا}⁣[البقرة: ٢٨٦].

  ٣ - العلم من الآمر والناهي بأن ما أمر به معروف، وما نهى عنه منكر؛ لأنه إن لم يعلم ذلك لم يؤمن أن يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف.

  ٤ - ظن التأثير، فإن لم يظن التأثير لم يجب الأمر والنهي هكذا اشترطوا.

  وقد قيل: إن ذلك واجب سواء ظن التأثير أم لم يظن، وهذا هو الأولى؛ لقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ١٦٤ ....}⁣[الأعراف] ولإبلاغ الحجة {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}⁣[النساء: ١٦٥].

  وإنما يجب ذلك إلى أن يحصل أمران:

  ١ - إلى أن يعلم الآمر الناهي أنه قد بلغ العصاة الحجة، وأنهم قد استيقنوها، وأنهم على بينة.

  ٢ - إلى أن يستعمل الآمر الناهي الطرق والحيل، ويسلك في ذلك كل السبل، ويصرف لهم المواعظ.