قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الإيمان

صفحة 244 - الجزء 1

  وقد جاء في كتب التفسير حكاية كثير من القصص التي نسبت إلى الأنبياء À في هذا الباب، والتي لا ينبغي ولا يجوز حكايتها من غير التنبيه على كذبها؛ لما فيها من التنقيص للأنبياء À، والحط من شأنهم، والهتك لحرماتهم.

  والمشهور أن تلك القصص من الإسرائيليات المأخوذة عن أهل الكتاب.

الإيمان

  الإيمان في لغة العرب بمعنى التصديق كما في قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ١٧}⁣[يوسف].

  وقد اختلف في معنى الإيمان في الشرع على أقوال كثيرة:

  أولها قول أئمتنا $ وغيرهم: إنه قول باللسان، واعتقاد بالْجَنَان، وعمل بالأركان، ومعنى ذلك: الإتيان بالواجبات واجتناب المحرمات.

  وإن شئت قلت: الإيمان بالله وبرسوله وما أنزل إلينا، والإيمان بملائكة الله ورسله وكتبه واليوم الآخر، ثم السمع والطاعة لله تعالى فيما أمر ونهى.

  وقد وصف الله إيمان الرسول والمؤمنين في آخر سورة البقرة فقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ٢٨٥.}⁣[البقرة].

  فمن أخل بالقول كان كافراً، ومن أخل بالاعتقاد كان منافقاً، ومن أخل بعمل الأركان كان فاسقاً.

  وقالت الأشعرية: بل الإيمان هو التصديق بالله تعالى فقط، فهو عندهم باق على معناه اللغوي.

  وقالت الكرّامية من المجبرة: بل هو الإقرار باللسان فقط.

  وقالت الجهمية من المجبرة: بل هو المعرفة فقط، هكذا روي ... إلى غير ذلك من الأقوال، وقد أنهاها في شرح الأساس إلى عشرة أقوال.