فيم يتفق الكافر والفاسق والمنافق وفيم يفترقون؟
فيم يتفق الكافر والفاسق والمنافق وفيم يفترقون؟
  ويتفق الجميع في الدخول في غضب الله وسخطه، والحكم بالخلود في النار إن لم يتوبوا ويرجعوا إلى الله؛ وإن كانت النار دركات مختلفات، ومنازل متفاوتات.
  ويفترق المنافق والفاسق من حيث أن معصية الفاسق معصية جارحة، ومعصية المنافق معصية قلب.
  والفرق بين المنافق والكافر أن معصية المنافق باطنه، يسترها بإظهار الإسلام، ومعصية الكافر ظاهرة ليس لها ستر.
  ومن هنا اختص كل واحد من الكافر والفاسق والمنافق باسم؛ ليدل بهذا الاسم على نوع معصيته، وعلى ما يتبعه من الأحكام الدنيوية والأخروية.
  ومع هذا فلا مانع من إطلاق الكفر على الجميع حيث لا تلبيس، والتلبيس قد يكون في بعض الأحوال، وذلك أن يسمعه سامع فيرتب عليه أحكام الكافر من استحلال دمه وماله، وفسخ نكاحه، وانقطاع التوارث.
  ومن ذلك: ما روي عن عائشة أنها استنكرت على الأشتر قتله وقتاله لبعض أصحاب الجمل بقوله ÷: «لا يحل قتل امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إسلام، أو زنا بعد إحصان، أو ....» الحديث، فقال الأشتر ¥: على بعض ذلك قتلناهم يا أم المؤمنين ... أو كما قال.
  ويدل على ذلك أن الفاسق لو كان يقطع بصدق الوعد والوعيد والجنة والنار لما ارتكب الكبيرة الموجبة للهلاك.
  وعلى ذلك الحديث الذي رواه البخاري: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» الحديث(١).
  ومما يستدل به قوله تعالى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ}[المائدة: ٨١]، وروي أنه سئل أمير المؤمنين عن الخوارج: أكفار هم؟ فقال #: (من الكفر فروا وفيه وقعوا)، مع أنه # كان يعاملهم معاملة المسلمين.
(١) صحيح البخاري (٣/ ١٣٦) رقم (٢٤٧٥).