فيم يتفق الكافر والفاسق والمنافق وفيم يفترقون؟
  ويمكن أن يستدل على ما ذكرنا بالحديث: «ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صلى وصام وحج واعتمر وزعم أنه مسلم من إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف» ... الحديث، والمنافق كافر.
  ومما يقوي ما ذكرنا: ما في الأساس من الرواية عن ابن عباس وجعفر الصادق والقاسم والهادي والناصر الأطروش والإمام أحمد بن سليمان، وقد روي أنه إجماع قدماء العترة $ والشيعة: أن مرتكب الكبيرة عمداً يسمى كافر نعمة، وذلك أن الطاعات شكر نعمة، وتركها كفر نعمة، فمن تركها أو بعضها فقد كفر نعمة الله.
  ويدل على هذا القول قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ٧}[إبراهيم].
  وقد سمى الله تعالى مقاتلة اليهود بعضهم لبعض وإخراجهم من ديارهم كفراً، وسمى مفاداتهم إيماناً فقال: {.. تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ..}[البقرة: ٨٥] فسمى تعالى فعل ما حرم الله عليهم كفراً.
  وقال سبحانه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ٩٧}[آل عمران] وروى الناصر للحق # بإسناده عن زيد بن علي عن آبائه عن علي # قال: قال له رجل: يا أمير المؤمنين أرأيت قومنا أمشركون هم؟ يعني أهل القبلة قال: لا، ولو كانوا مشركين ما حلت لنا مناكحتهم، ولا ذبائحهم، ولا مواريثهم، ولا المقام بين أظهرهم، ولا جرت الحدود عليهم، ولكنهم كفروا بالأحكام، وكفروا بالنعم والأعمال، وكفر النعم غير كفر الشرك.
  وروى الناصر أيضاً بسنده: قال رجل: يا رسول الله أأحج كل عام؟ قال ÷: «لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ما قمتم بها، ولو تركتموها كفرتم».
  وروى أيضاً عن النبي ÷: «أيما رجل كفَّر رجلاً فأحدهما كافر».
  وروي أيضاً عن علي #: «المكر غدر والغدر كفر».