قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الإكفار والتفسيق

صفحة 251 - الجزء 1

  القسم الثاني: كفر التأويل، وهو: ارتكاب ما يماثل شيئاً من تلك الأمور الأربعة التي ذكرناها مع إنكار المرتكب للماثلة لشبهة يدعيها.

  وذلك كقول المجسمة: إن الله جسم ذو أعضاء وجوارح، مع إنكارهم أن ذلك تشبيه لله بخلقه، فإنهم يقولون: إن قولهم ذلك ليس من التشبيه الذي جاء الكتاب والسنة بنفيه، ولهم شبه يدعونها لصحة قولهم، وهي ظواهر من الكتاب والسنة.

  ومن أمثلته قول المجبرة: إن الله تعالى هو فاعل الظلم والكذب والزنا وجميع المعاصي والفواحش.

  وهذا مع قولهم: إنه لا يجوز وصف الله تعالى بأنه ظالم أو كاذب ... إلخ، وأن من وصفه بذلك فإنه كافر.

  ففرقوا بين أن يقال: إن الله فاعل الظلم وبين: إنه ظالم، مع استوائهما فقالوا: إن وصفه بالأول إيمان، وبالثاني كفر، وذلك لشبه أوقعتهم في ذلك - تعالى الله عما يقولون علوّاً كبيراً -.

  إذا عرفت ذلك فاعلم أنه قالت العترة وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم: إن من شبه الله تعالى بخلقه كالمجسمة، أو جعله تعالى ذا مكان، أو نسب إليه جل وعلا معاصي العباد فإنه يكفر بذلك؛ لجهله بالله تعالى، وعدم معرفته بربه، ولسبه سبحانه وتعالى.

  ومن جهل ربه تعالى أو سبه فقد كفر بلا خلاف.

  وكذلك القول فيمن يقول: إن الله يحل في الكواعب الحسان ومن أشبههن من المردان، ومثل أولئك الذين يقولون: إن أموال الناس حلال، والفروج المحرمة حلال، وليس المراد بالجنة إلا وصل الحبيب، وليس المراد بالنار إلا هجره، فهؤلاء كفار، لتكذيبهم ما علم من دين النبي ÷.