قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ما يشترط في صحة التوبة

صفحة 257 - الجزء 1

  الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً ٦٨ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ٦٩ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ٧٠}⁣[الفرقان].

ما يشترط في صحة التوبة

  ويشترط في صحة التوبة أمران:

  ١ - رد الحقوق إلى أهلها، وتسليم النفس، إن كان الذنب قتل عمد، وتسليم الأروش، وما أشبه ذلك من الحقوق، أو العزم على ذلك، إن لم يتمكن في الحال.

  ٢ - أن يكون الندم والتوبة من أجل ارتكاب جريمة عصيان الله تعالى والتفريط في طاعته.

  أما إذا كان إقلاعه عن المعصية من أجل الفضيحة، أو من أجل فوات أمر دنيوي، أو نحو ذلك، فإنه لا يكون بذلك تائباً.

  وإذا صحت التوبة، فإنها تُكَفِّر المعصية بنفسها، لقوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ٨٢}⁣[طه].

  ويبدل الله بها مكان السيئات حسنات؛ لقوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}⁣[الفرقان: ٧٠].

  قال الإمام الناصر في كتاب البساط: أعلمنا الله تعالى أن العبد إذا تاب رد الله عليه ما بطل من عمله، وجعل بدل سيئاته حسنات. انتهى.

  وقد اختلف في تفسير الآية على أقوال هذا أحدها.

  والثاني: أن الله تعالى يمحو السيئات من صحائفهم، ويكتب مكانها حسنات التوبة، وما يكتسبونه بعد ذلك من الحسنات.

  والثالث: أن الله يبدلهم مكان العصيان الطاعة، ومكان النسيان الذكر، ومكان الشر الخير، و ... إلخ.