قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

توضيح بطلان مذهب الإمامية في الخلافة

صفحة 311 - الجزء 1

  ومما يؤكد ما ذكرنا أن أئمة الزيدية هم الذين قاموا بحق خلافة الرسول ÷، فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وجاهدوا الظالمين بأموالهم وأنفسهم، وأعلنوا الحق، وقاتلوا عليه، وقتلوا في سبيله، وتماماً كما كان رسول الله ÷.

  وما زالوا كذلك منذ زمن الإمام زيد بن علي # إلى هذا الوقت، أما الشيعة الإمامية فقد افترقت بهم الطريق منذ عهد الإمام زيد بن علي #، فإنهم رفضوا الجهاد معه، وما زالوا منذ ذلك الحين يرفضون الجهاد مع دعاة أهل البيت $.

توضيح بطلان مذهب الإمامية في الخلافة

  ولزيادة توضيح صحة مذهب الزيدية وبطلان مذهب الإمامية في الخلافة نقول: إن وظائف النبي ÷ التي كان يقوم بها بمقتضى النبوة هي:

  ١ - تبليغ أحكام الإسلام وشرائعه.

  ٢ - الدعوة إلى الإسلام وبثها ونشرها.

  ٣ - قيادة الجيوش ضد أعداء الإسلام، والغزو وإعلان الحرب على الظالمين.

  ٤ - أخذ الحقوق المالية وتوزيعها على المستحقين لها.

  ٥ - إقامة الحدود، وإقامة شعائر الإسلام.

  ٦ - الحكم بين الناس بالحق، وإقامة العدل، و ... إلخ.

  فمن أعلن هذه الشعارات، ودعا إليها، وكان من أهل بيت النبي ÷، مستجمعاً لشروط الخلافة التي أسلفناها، وأعلن الثورة على الظلم والظالمين، فهو الحقيق بأن يسمى إماماً، وخليفة للرسول ÷.

  وهذا الدليل دليل ظاهر عملي محسوس في الساحة، يتطابق مع قول النبي ÷: «ألا وهما الخليفتان بعدي». فذاك الخبر وهذا المعاينة.

  وبعد، فإنها لا تتم حجة الله على العباد إلا بإعلان الدعوة وإظهار الشعارات التي ذكرناها، ولا يشترط حصول ما يدعو إليه الإمام، بل المشروط ما ذكرنا