قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

توضيح بطلان مذهب الإمامية في الخلافة

صفحة 312 - الجزء 1

  سواء حصلت الإجابة أم لم تحصل، وتماماً كما كان أنبياء الله، فإنهم كانوا يعلنون الدعوة إلى الله، ويعلنون الثورة على الفساد، ومنهم من صار له أتباع وسلطان، ومنهم من لم يحصل له شيء من ذلك ومنهم بين بين، ولم يجئ فيما قص الله تعالى عن أنبيائه ورسله أن أحداً منهم سكت، وأغلق بابه، بل دعا كل نبي إلى تقوى الله وطاعته وترك الفساد والظلم، وبالغوا في ذلك أشد المبالغة.

  والإمامة هي عبارة عن خلافة النبوة، وحينئذ فلا تتحقق الخلافة إلا إذا تحققت من الإمام أعمال الأنبياء $، ولم يتحقق في أئمة الإمامية شيء من ذلك، مع أنهم À، أهلٌ لكل خير وفضل.

  ومما يتبين به فساد مذهب الإمامية على الجملة اشتمال مذهبهم في الإمامة على كثير من الدعاوي الخرافية التي تستبعدها العقول وتنكرها منها:

  ١ - قولهم: إن الأئمة يعلمون الكثير من المغيبات، وإن الله يعطيهم العلم بغير تعلم.

  ٢ - قولهم: إن المهدي محمد بن الحسن العسكري وُلِد ثم اختفى بعد ولادته، فلا زال مختفياً إلى اليوم، وأنه حي يطوف البلدان، وقد وُلِد في منتصف القرن الثالث الهجري، وإن له أربعة سفراء يبلغون عنه العلم.

  ٣ - ادعاؤهم العصمة للأئمة على وجه أبلغ من عصمة الرسول ÷، محتجين على ذلك بأن النبي كان يُنَبَّهُ بالوحي إذا أخطأ، بخلاف الأئمة فلا ينبهون لارتفاع الوحي، فاحتاجوا إلى عصمة أبلغ؛ لتعصمهم عن الوقوع في خطأ أو نسيان أو نحوهما.

  أما الزيدية فلن تجد في مذهبهم شيئاً من الخرافات، وذلك أن مذهبهم مبني على الأدلة المجمع عليها من الكتاب والسنة، وعلى ما تقضي به فطر العقول.