بطلان ألوهية غير الله
  وقالوا: إن جميع المضار والشرور والقتل والفساد كلها منه.
  وأما النصارى فالمشهور أنهم يقولون: إن الله واحد بالجوهرية، ومرادهم بذلك أنه قائم بنفسه، ليس بمفتقر إلى غيره، وليس مرادهم بالجوهرية أنه متحيز.
  ثم قالوا: إنه ثلاثة بالأقنومية، والأقانيم عندهم ثلاثة: أقنوم الأب، وهو ذات الباري، وأقنوم الابن وهو الكلمة، وأقنوم روح القدس وهو الحياة.
  والأقنوم كلمة سريانية، معناها عندهم الشيء المنفرد بالعدد.
  هذا، والذي يدل عليه القرآن التصريح منهم بأن الله والمسيح ومريم ثلاثة آلهة، قال تعالى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}[المائدة: ١١٦]، واشتهر عنهم أنهم يقولون: إن في المسيح صفتين: لاهوتية وناسوتية، الأولى من الأب، والثانية من الأم.
  وأما الثنوية فقالوا: إن النور والظلمة قديمان، وإن العالم قد حصل بسبب امتزاجهما.
بطلان ألوهية غير الله
  والجواب: أما الأصنام فهي حجارة منحوتة، لا تضر ولا تنفع قبل نحتها، فمن أين اكتسبت بعد النحت الإلهية، في حال إنها لم تخرج بالنحت عن صفتها الأولى وهي الجمادية؟
  وبطلان إلهيتها معلوم بالضرورة لولا غلبة الأوهام الخرافية التي غلبت على المجتمعات الجاهلية بسبب الإلف والعادة وطول الزمان.
  وأما إلهية البقر والشجر والشمس والقمر والنور والظلام وما أشبهها من الآلهة المدّعاة كعيسى ومريم @ فنقول: كل ذلك محدث بالضرورة، والمخلوق ليس بمماثل لخالقه، إذ أن المخلوق مملوك لخالقه، والمملوك لا يشارك المالك في ملكه، بل هو وما تحت يده من جملة ملك مالكه.