التفكر في المخلوقات يوصل إلى نفي ألوهية غير الله تعالى
التفكر في المخلوقات يوصل إلى نفي ألوهية غير الله تعالى
  وبعد، فإن المخلوقات المرئية تدل على خالق حكيم لا ثاني له، وذلك من حيث أنها جميعاً تراد لغاية واحدة بحيث أن هذه الغاية لا تتم على أكمل الوجوه إلا بوجود جميع المخلوقات، وهذه الغاية هي استمرار حياة البشر وتكاثرهم، فالأرض مهيئة ومعدة للإقامة والاستيطان، بعضها جبال، وبعضها أرض مستوية، وكل ذلك لمنافع عائدة إلى الإنسان، فالجبال علامات تعرف بها الأماكن والبلدان، فلو كانت الأرض كلها خالية من الجبال لضاع الكثير وتاهوا في متاهاتها، بالإضافة إلى منافع أخرى للجبال تعود إلى الإنسان، منها أخذ الحجار لبناء المنازل، ومنها أنها مصدر للأنهار الجارية على الأرض، وفيها أكنان من المطر للمسافرين والبدو وغيرهم، وفيها يتحصن الإنسان من الأعداء، إلى غير ذلك من المنافع التي تعود على الإنسان.
  والرياح تسوق السحاب إلى مختلف بقاع الأرض، فيصب السحاب ماءه عليها؛ فتخرج به نباتات الأرض التي يتغذى بها الإنسان والحيوان، ويستخرج من الأرض المعادن المختلفة فيستنفع بها الإنسان.
  والشمس تشرق فيجيء النهار، ثم تغرب فيجيء الليل الذي تهدأ فيه الأعصاب، وفي ذلك من المنافع للبشر ما لا يحصى، منها: أن النبات لا يزكو إلا بشروق الشمس عليه وإلا تعفن ومات، ومنها: أن الشمس هي السبب الذي يتكون به السحاب بمشيئة الله وحكمته، وذلك أن السحاب ينبعث من البحار والمحيطات بسبب حرارة الشمس، فيرسل الله الرياح فتسوقه إلى حيث يشاء، وهذا بالإضافة إلى الدفء الذي يحصل للناس من حرارة الشمس، والضوء الذي يسعون فيه لطلب معائشهم، وعلى منازل الشمس يحسب الناس مواعيد مصالحهم، ويعلمون بها عدد السنين والحساب، إلى غير ذلك من المنافع العظيمة.
  والقمر له منافع عظيمة للبشر عامة، منها: كما يقول العلم الحديث أنه لولا