باب ذكر ما يفعله الإمام في أيام الحج
  ذكرناه.
  ثم يطوف سبعاً كما بينا، ويسعى بين الصفا والمروة لعمرته، وينوي ذلك ولا يُقَصِّر شيئاً من شعره إذا فرغ من ذلك، ويلبث على إحرامه، ثم يطوف ويسعى ثانياً لحجته إن أحب تعجيل ذلك، ثم يخرج إلى منى يوم التروية ويأتي بباقي أعمال حجته كما وصفنا.
  فإن قرن من غير سوق بدنة جاهلاً بذلك، فعليه بدنة ينحرها بمنى، هكذا حكى أبو العباس عن محمد بن يحيى # والصحيح على أصل القاسم ويحيى @ أنه لا يكون قارناً إذا لم يسق الهدي، ويستحب له أن يقف ببدنته المواقف التي يقفها.
باب ذكر ما يفعله الإمام في أيام الحج
  ينبغي للإمام أن يخطب الناس بمكة قبل يوم التروية، ويعلمهم فيه مناسك الحج وما يعملونه فيه، فإذا كان يوم التروية خرج عند انتصاف النهار إلى منى، فصلى بالناس فيها الظهر والعصر، ويقيم بها حتى يصلي المغرب والعشاء الآخرة ويبيت.
  فإذا أصبح صلى صلاة الصبح؛ ثم يتوجه إلى عرفة فيخطب هناك كما خطب بمكة، ويفصل بين كلامه بالتلبية، ثم يعود إلى الخطبة، ويفعل ذلك ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً.
  وحكى أبو العباس عن محمد بن يحيى ¥ أنه يخطب يوم النحر للعيد، وأنه يصلي صلاة العيد ثم يخطب.
باب واجبات المناسك التي يُجْبَر تركها بالدم، وما يستحب فعله منها، وما يتصل بذلك
  من نسي السعي بين الصفا والمروة حتى خرج من مكة، فعليه أن يرجع ويسعى، فإن لم يمكنه الرجوع فعليه دم يريقه في أي موضع كان، ومتى رجع إلى مكة قضاه استحباباً.
  ومن ترك طواف القدوم فإنه يطوف ما دام بمكة، فإن خرج من غير أن يطوف