كتاب التحرير،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[ديباجة الكتاب]

صفحة 18 - الجزء 1

  

[ديباجة الكتاب]

  الحمد لله وحده، وبه أثق وعليه أتوكّل وبه أستعين، الحمد لله على جزيل نعمته، وسَنِيّ موهبته، وصلى الله على خير مبعوث من البشر إلى خلقه محمد وعلى آله الطاهرين من عترته.

  سألتَ وفقكَ الله وإيّانا لطاعته تلخيص مذاهب القاسم بن إبراهيم، ويحيى بن الحسين وأولادهما $ في أبواب الفقه ومسائل الشرع، مضافة إلى الفروع التي تقتضيها نصوصهما، ويجلّيها تعليلهما؛ فأجبتكَ إلى ذلك رجاءً لما يحصل لك من النفع به، ويقسم لنا من الثواب عليه، معوّلاً على توفيق الله وتسديده.

  واعلم أنّ جميع ما أُطْلِقُ القولَ فيه من المسائل فهو من مشاهير نصوص القاسم ويحيى وعِلَلِهما @ وما عدا ذلك - مما رُوي عنهما، ولا يجري في الاشتهار مجرى نصوصهما، أو ذكره أولادهما، أو استنبطناه نحن من كلامهما وعللهما، أو أخرجه أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني | على أصولهما - فإني أنسبه إلى جهته لئلا يلتبس منصوصهما المشهور بغيره، وقد قصدنا في أكثر ما أردناه تحرير عقود الأبواب التي تُبنى مسائلها عليها، وترتيب المنصوص عليه من المسائل والمخرّج على وجه يسهل معه تصوّر المذهب.

  وهذّبْنا ذلك تهذيباً لا يكاد يوجد مثله في سائر كتب أصحابنا، ونرجو أن يمكّن الله من شرحه على ما ترتب في النفس من بيانه واستيفائه، فالنية صادقة فيه، وإلى الله نرغب في توفيقنا للإصابة في القول، والإخلاص في العمل، ليكون ما نتصرف فيه مؤدياً إلى رضاه، ونيل الزلفة لديه، وهو ولي الإجابة بمنِّه وطَوْله.