كتاب التحرير،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

باب صلاة الاستسقاء

صفحة 94 - الجزء 1

  ويستحب له أن يثبت في مكانه، فيسبح ويهلل ويكثر من الاستغفار والتهليل، ويدعو بما يحضره لنفسه ولسائر المسلمين إلى أن ينجلي.

  واختار يحيى بن الحسين # يقرأ فيها مع فاتحة الكتاب: قل هو الله أحد، وسورة الفلق في كل ركعة سبع مرات، هكذا ذكره في (الأحكام).

  وروى محمد بن سليمان عنه في (المنتخب) قال: سألته عما قرأ في صلاة صلاها للكسوف وقد صليت خلفه، فقال: قرأ سورة (الكهف) و (كهيعص) و (طه) و (الطواسين).

  ويجهر بالقراءة إن شاء وإن شاء خافت، قال أبو العباس |: هذا التخيير في صلاة كسوف القمر، فأما في صلاة كسوف الشمس فالمخافتة.

  ولا تصلى صلاة كسوف الشمس في الأوقات الثلاثة التي نهي عن التطوع فيها، ويقتصر على الدعاء إن كانت انجلت قبل مضي الوقت المكروه، على موجب نص عليه يحيى # فأما كسوف القمر فإنه يُصلى له كل وقت؛ لأن الليل كله وقت للتطوع.

  قال القاسم #: ويصلى كذلك للزلزلة وسائر الأحداث، وروى في (الفرائض والسنن) أن ابن عباس صلى بالبصرة لزلزلة كانت بها، ركعتين، فإن صلى لذلك أجمع ركعتين كسائر النوافل فلا بأس.

  ولا خطبة في صلاة الكسوفين على موجب قول يحيى #.

  قال القاسم # في (مسائل القومسي): ويصلي أهل البوادي والقرى للكسوفين على سننهما، ويقدّمون رجلاً يصلي بهم.

  وصلاة الكسوفين سنة مؤكدة، على موجب قول القاسم # ولا يؤذّن لها ولا يقام وإنما ينادى بالصلاة جامعة.

باب صلاة الاستسقاء

  إذا أراد المسلمون الاستسقاء خرجوا إلى ساحة البلد الذي أصابهم الجدب