باب الإفراد
  وحكاه عن القاسم، فإذا فعل ذلك فقد فرغ من الطواف والسعي.
  فإذا كان يوم التروية سار ملبياً إلى منى، ويستحب له أن يصلي الظهر والعصر بمنى، والمغرب والعشاء الآخرة ليلة عرفة، ويبيت بها، فإذا أصبح يوم عرفة صلى بها صلاة الفجر، وإن أتاها في آخر ليلة عرفة استحب له أن يُعَرِّس(١) بها ساعة، فإذا أصبح صلى بها صلاة الصبح.
  ثم يسير منها إلى عرفة، وليكن في هذا اليوم صائماً إن استطاع، فإذا انتهى إليها نزل بها حتى يصلي الظهر والعصر، ثم جاء إلى الموقف، وإن أحبّ أن يأتيه بعد الظهر فعل، ثم يقف في الموقف، وعرفة كلها موقف ما خلا بطن عرنة.
  وينبغي له أن يجتهد في الدنوّ من موقف النبي ÷ فيما بين الجبال، فإذا وقف ذكر الله تعالى وسبّحه وهلله واستغفره ودعا لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات، إلى أن تجب الشمس(٢)، والمستحب في الوقوف هو الجمع بين جزء من النهار وجزء من الليل، على أصل يحيى #.
  فإذا غربت الشمس أفاض ملبياً نحو المزدلفة بالسكينة والوقار، ويكثر من الذكر والاستغفار، ولا يصلي المغرب والعشاء الآخرة حتى يحصل بها، ثم يجمع فيما بينهما.
  فإذا طلع الفجر صلى بها صلاة الصبح، ثم يمضي إلى المشعر الحرام فيقف به ساعة ويدعو ويذكر الله تعالى، ويسبّحه ويهلّله ويصلي على النبي ÷.
  ثم يسير عائداً إلى منى وهو يلبّي ويدعو ويهلل ويقرأ على حال الخشوع والوقار، حتى إذا انتهى إلى وادي محسّر - وهو بين مزدلفة ومنى - استحب له أن
(١) قيل التَعْريسُ النزول في آخر الليل وعَرَّس المسافر نزل في وجه السَّحَر وقيل التَعريسُ النزول في المَعْهَد أَيَّ حين كان من ليل أَو نهار. من لسان العرب.
(٢) الوجوب: السقوط، قال الله تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}[٣٦: الحج].