باب صفة الإمام الذي تجب طاعته
كتاب السيرة
باب صفة الإمام الذي تجب طاعته
  الإمام الذي يلزم المسلمين طاعته يجب أن يكون بعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # من ذرية رسول الله ÷ وذريته هم الحسن والحسين @ وولدهما، فيجب أن يكون هو من ولدهما، ومعناه أن يكون من ولد الحسن والحسين، هذا إذا لم يكن الإمام منصوصاً عليه كأمير المؤمنين علي #؛ فأما إذا كان منصوصاً، فإن النصّ لا يُعْتَبُر معه النسب.
  ويجب أن يكون عالماً بما يحتاج إلى معرفته من أصول الدين وفروعه، والمراد بهذا أن يكون مع علمه بأصول الدين من أهل الاجتهاد في الفروع.
  ويجب أن يكون ورعاً تقياً، والمراد به أن يكون مؤدياً للواجبات منتهياً عن المحرّمات، عدلاً مرضياً في طريقته.
  ويجب أن يكون شجاعاً سائساً، والمراد به أن يكون له من ثبات القلب والعلم بتدبير الحروب وسياسة الجمهور ما يصلح معه أن يكون مدبِّراً للجيوش، وزعيمهم في الحروب، ومستقلاً بتدبير أمر الرعية.
  ويجب أن يكون سخياً، والمراد أن يكون سمحاً بوضع الحقوق في مواضعها، فلا يشحّ ببذل الأموال في الجهات التي تقتضي مصالح المسلمين بذلها فيها، ولا يمنع شيئاً منها.
  فمن جمع هذه الخصال يصلح للإمامة، فإذا باين الظالمين وترشحّ للقيام لما يقوم به الأئمة من أمر الأمة ودعا إلى نصرته ومبايعته؛ لينهض بذلك على الوجه الذي يمكن، فقد انعقدت إمامته، ولزم المسلمين أن يبايعوه ويطيعوه فيما يلزم المأموم طاعة الإمام فيه.