مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[في الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل]

صفحة 154 - الجزء 1

  وبين ذات المحدث وصفاته، ومعنى تناهيها إحاطة علم اللّه تعالى بها، لأنه يعلم الأمرين وشرطيهما، ويعلم ما كان وما سيكون، ويعلم ما لم يكن لو كان، كيف كان يكون فتبارك اللّه تعالى، وعز سلطانه عظمة وجلالاً.

  وهاهنا إشكال، وهو أن يقال: من جملة معلوماته تعالى ذاته الشريفة، وقد قلتم إنها لا توصف بالتناهي فكيف جعلتم المعلومات متناهية؟.

  وجوابه من وجهين:

  أحدهما: أن يقال معنى تناهي المعلومات عدم غيبوبة شيء منها عن علمه، ولا يلزم من هذا تناهي ذاته تعالى.

  وثانيهما: أن يقال معنى قولنا: إن المعلومات متناهية منصرف إلى المحدثات فلا تدخل ذاته تعالى في لفظ الجمع، وأما باقي المعلومات فيجب أن يكون اللّه تعالى بخلافها، وهو معنى المباينة بين القديم والمحدث التي هي حقيقة التوحيد، كما قال الوصي #: (باينهم بصفته رباً، كما باينوه بحدوثهم خلقاً).


= قوله #: وثانيهما: أن يقال معنى قولنا: إن المعلومات متناهية منصرف إلى المحدثات، فلا تدخل ذاته تعالى في لفظ الجمع ... الخ فحاصل كلام الإمام أن التناهي، إما أن يراد به إحاطة العلم وهو يستوي فيه القديم والمحدث، وأما أنه الإنحصار والإنتهاء والإنقطاع، وليس إلا للمحدثات، ولكن يحمل ذلك كما ذكر على أن المراد الموجود وإلا فلا انحصار ولا نهاية لمعلومات اللّه تعالى، فتدبر واللّه ولي التوفيق تمت سماعاً عن شيخنا حجة الإسلام والمسلمين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.