مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الأصول التي لا يعذر المكلف بجهلها]

صفحة 83 - الجزء 1

  و {كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}⁣[الأنعام/١٠٨]، أي الطاعات زينها تعالى بما وعد عليها من الثواب والسلامة من العقاب.

  والقضاء قد مر معناه في صدر المسألة.

[معاني القدر]

  والقدر على أحد معانٍ:

  ١ - منها القدْر والإحكام، كقوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}⁣[القمر/٢٩]، أي كل شيء مخلوق لنا فهو بقدْرٍ منا.

  ٢ - وبمعنى العلم، كقوله تعالى: {يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء}⁣[الشورى/٢٧].

  ٣ - وبمعنى القدْر، كقوله تعالى: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}⁣[الرعد/١٧].

  ٤ - وبمعنى الإعلام، كقول العجاج:

  واعلم بأن ذا الجلال قد قدر ... في الصحف الأولى التي كان سطر

  ٥ - وبمعنى الأجل، كقوله تعالى {إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ}⁣[المرسلات/٢٢].

  ٦ - وبمعنى الحتم، كقوله تعالى {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا}⁣[الأحزاب/٣٨].

  فيجوز أن يقال: الواجبات بقدَر اللّه تعالى، بمعنى حتمه لا بمعنى خلقه.

  ولا يجوز أن يقال: المعاصي بقدر اللّه تعالى، بمعنى خلقها أو حتمها، خلافاً للمجبرة.