مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

تعليق السيد العلامة القاسم بن أحمد بن الإمام المهدي محمد بن القاسم

صفحة 456 - الجزء 1

تعليق السيد العلامة القاسم بن أحمد بن الإمام المهدي محمد بن القاسم

  وقد ألزم الإمامان @ على الأمة الحجة، وبينا المحجة، ونصحا وأرشدا بالحكمة والموعظة الحسنة، فجزاهما الله تعالى أحسن الهبات، وأثابهم عن الإسلام والمسلمين بأجزل الحسنات.

  وقد ألقيت بدلوي في الدِّلاء كما يقال، وإن كنت قليل البضاعة، ولا أحسن تلك الصناعة، ولست من أهل ذلك الميدان ولا من فرسان يوم الرهان، وأقولها حقيقة: أنا لست من ذلك في ورد ولا صَدر ولكن عبارات جاشت بخاطري، وشجون عرضت لنفسي، وكلمات طغت على قلمي كحاطب ليل، أو كالغريق الذي يتشبث بكل شجرة، الغالب عليه التردد في حركاته وسكناته، خصُوصاً في مثل هذا العصر الذي كثرت شؤونه وشجونه، وغَبَرتْ على ذلك أيامه وسنونه، وغلب الجهل، وكثرت الفتن، وتكالبت الأهواء، وكل ذلك لشرودنا عن أوامر الله تعالى، وعزوفنا عن سنة رسول الله ÷، والاستسلام لهوانا، فإلى الله ø المشتكى من ظلمنا لأنفسنا، وظلم بعضنا لبعضنا، وظلم أُمتِنا لنا.

  كما قال الإمام عبد الله بن حمزة رضي الله تعالى عنه:

  لقد مال الأنام معا علينا ... كأن خروجنا من خلف ردم

  ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونسأله تعالى عاجل الفرج.

  وأهم مراجعي في هذه الوريقات كتاب لوامع الأنوار لمولانا الحجة شيخ الإسلام والمسلمين، والمجدد لشريعة سيد المرسلين، والمجاهد المجتهد في مرضاة رب العالمين،