مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[ترجمة الجد الرابع: محمد بن الحسين وأولاده]

صفحة 279 - الجزء 1

  عرفته كان من أهل الخيرية والصلاح، والمنفعة والرعاية للأيتام والأرامل ¥.

  ومنهم: الصنو الجمالي علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن، الساكن في هجرة الحنكة من أعمال وادي السر.

[ترجمة الجد الرابع: محمد بن الحسين وأولاده]

  وأما الوالد العلامة عز الإسلام محمد بن الحسين بن علي⁣(⁣١)، فكان عالماً عاملاً فاضلاً ولياً، حسن السيرة، طاهر السريرة، وَلي وقف صنعاء في أيام المهدي محمد بن أحمد صاحب المواهب فظهر نفعه العام، وقام به أتم القيام، وله القصة المشهورة مع المهدي، كما حدثني الوالد جمال الإسلام علي بن يحيى بن محمد الحوثي |، وذلك أنه قام بالأوقاف أحسن قيام، وكان له حُسن نظر وسياسة وصلاح نية، حتى نما محصول الأوقاف، وزاد على المعهود زيادة ظاهرة ببركة سعيه، وحميد أثره،


(١) ترجم له السيد إبراهيم بن عبد الله الحوثي في نفحات العنبر (٣/ ٢١٠) ترجمة قال فيها:

هو السيد العلامة، بدر المعارف، قدوة الزاهدين، رأس الورعين، وحلة القاصدين، المعروف بالحوثي الحسيني، كان إماماً في العلوم الشرعية، وآية باهرة في العبادة والورع، وولاه صاحب المواهب الأوقاف جميعها فباشرها بعفاف وزهد، وحسنت سيرته فيها، وكان لا يأكل هو وأهله بيته إلا مما يعلم علماً يقيناً أنه حلال مطلق، وكان ربما لم يجد من القوت ما هو كذلك فيترك الطعام، مع كون مخازين الوقف في يده، وفيها من الحبوب ألوف مؤلفة، واتفق أنه عدم الطعام في بعض الأيام على أهل بيته فجاء بعض عمال الوقف بحب كثير فأخذوا منه مقدار ما يتغدون به فبينما هم في اصطناعه إذ جاء صاحب الترجمة وأخبروه بالواقع، فغضب غضباً شديداً وأمرهم أن يردوا ما اصطنعوه إلى مخزان الوقف، وقال: إن ذلك متعين للوقف وإنه لا يحل له بأن يأخذه منه على جهة القرض مع إمكان القرض من غيره، بعداً عن التهمة وحسماً لمادة المتابعة إلى الأخذ، ولم يزل على حاله الجميل حتى توفاه الله.