مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[معنى المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله]

صفحة 467 - الجزء 1

  مُحبهُمُ ينجو غداً ومُسيئُهم ... عليه هناك الدائرات تدورُ

  ولو تتبعنا لأوسعنا، والعلماء العاملون يعرفون ذلك، والله ولي التوفيق.

[معنى المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله]

  فيجب أن نقف عند أمر الله تعالى وأمر رسوله ÷ سامعين طائعين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}⁣[الأنفال/٢٣]، وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}⁣[آل عمران/٣١]، {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}⁣[آل عمران/٣٢]، ويجب أن نصون ألستنا عن أذاهم، وأن نطهر قلوبنا من عداوتهم والبغضاء لهم، وأن نسأل الله تعالى لضالهم الهداية، كما سألها لهم مُشرِّفُهم سيد الخلق ومُنقذ البشرية ÷، في قوله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام: «وسألته أن يهدي ضالكم» وقد تقدم، لئلا نجلب على أنفسنا الوبال والنكال وبئس الختام، ونحبط أعمالنا من حيث لا نشعر، وما علينا إلا أن ننصح ونرشد المسيء منهم ومن غيرهم بقدر الطاقة، بالتي هي أحسن، وبما لا يمس نسبه الشريف، وذاته الكريمة بأي حرج، كما يجب أن نحب محبيهم من أهل التقوى والاستقامة والصلاح، فمن أحب قوماً فهو منهم.

  وذكر السمهودي الشافعي في كتابه جواهر العقدين: عن الشيخ أبي الحسن الحراني، قوله لا يُعدُ من المؤمنين من لم يحب رسول الله ÷، وذريته، أحب إليه وأعز عليه من أهله وولده والناس أجمعين.