مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[معنى {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} على القرآءتين]

صفحة 198 - الجزء 1

[معنى {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} على القرآءتين]

  السؤال السابع عشر: قال ¥: سؤال: عن قوله تعالى: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}⁣[غافر/٣٥]، قُرأ بترك التنوين في قلب، وقرأ بعضُ السبعة بالتنوين، فهل لكل قراءة معنى أم هو متفق، وهل العموم المستفاد من كل مع الإضافة لأفراد القلوب، فترده الإضافة إلى متكبر واحد، وليس له إلا قلب، أو للأجزاء فيعم كل أجزاء متكبر واحد، وليس ذلك المراد بالآية؟، وهل يؤخذ بمفهوم الصفة في الآية هنا؟.

  والمطلوب منكم التحقيق لما ذكره أهل المعاني والبيان في الفرق في اقتضاء كلٍ العموم بين كونها في حيز الإثبات أو النفي، هل كلام أهل الأصول كذلك أم هي للعموم مطلقاً، ثم قولهم سلب العموم لا يقتضي عموم السلب هل هذه قاعدة قررها الأئمة الأعلام أم لا؟ مع أنه يلزم منافاتها لبعض الأدلة العقلية والسمعية، مثل قوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}⁣[الأنعام/١٠٣]، ونحوها من الآيات، ثم إذا دخلت كل على ما فيه اللام مثل {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}⁣[آل عمران/٩٣]، وقوله ÷: «كل الطلاق واقع»، فهل يفيد تأسيساً أو تأكيداً، ثم إذا دخلت كل على الجمع نحو كل الرجال جاؤني، فهل يفيد استغراق الأفراد أو مراتب الجموع؟ ما هو المختار على كلام أهل المذهب إذا أتي بذلك اللفظ في عتق أو طلاق.

  والجواب عن الآية الكريمة: أن المعنى في القرآءتين واحد كما سنبينه: