[الأصول التي لا يعذر المكلف بجهلها]
  والتقليد مذموم على الإطلاق، وإنما أبيح للجاهل في المسائل الفرعية العملية لضرورة الجهل، لمّا كان كل مجتهدٍ فيها مصيباً، أو المخطئ معذوراً على اختلاف المذهبين.
  ولأنه قد ضل كثير من الناس في مسائل الاعتقاد، فمنهم من شبَّه اللّه تعالى بخلقه مع قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى/١١]، ومنهم من قال برؤيته بعد قوله {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}[الأنعام/١٠٣]، ومنهم من أضاف قبيح فعله إلى ربه بعد قوله تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء}[الأعراف/٢٨]، ومنهم من جوّز عليه تعالى تعذيب الأنبياء بعد قوله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[الكهف/٤٩]، إلى غير ذلك من العقائد الفاسدة، التي هي عند اللّه كاسدة، فحينئذٍ يجب على المكلف أن ينظر لنفسه، وأن يحصن عقيدته ليفوز بالسلامة والنجاة، ويكون من أولياء اللّه الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
[الأصول التي لا يعذر المكلف بجهلها]
  وجملة ما نذكره ها هنا ثلاثة فصول:
  الأول: التوحيد.
  الثاني: العدل.
  الثالث: الوعد والوعيد.