مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[ذكر العلامة الشهير محمد بن علي عشيش]

صفحة 284 - الجزء 1

[ذكر العلامة الشهير محمد بن علي عشيش]


= شرحه المعروف بالتحبير، ثم وفد صاحب الترجمة مرة أخرى إلى صنعاء فقرأ على شيخه البدر (الجامع الصغير) للسيوطي، وطلب منه أن يشرحه فشرحه بـ (التنوير شرح الجامع الصغير) في أربعة أجزاء، إلى قوله:

وأقام بهجرة حوث آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، ملجأ للمظلومين، سوط عذاب على المعتدين، ساطعاً بكلمة الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان معظماً مجللاً مسموعاً مطاعاً، خصوصاً في هجرة حوث، وقبائل حاشد قاطبةً، ولا يقدر أحد من سلاطين العرب كبني الاحمر وغيرهم أن يرد ما أمر به، وطلب منه أكابرُ الجهات من السادة والفقهاء ونقباء حاشد وبكيل القيام بأمر الأمة، والدعاء إلى الإمامة، فرأى ذلك مفوتاً للقيام بوظائف عبادته، مع فساد أحوال الزمان، وميل الناس إلى حطام الدنيا، فأقبل على نشر العلم وتعليمه، ودعا العباد إلى الله تعالى والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، حتى صلح أكثر أهل جهته وأزال الطواغيت في تلك الجهات.

وكان لا يأكل إلا الحلال ولا يهتم بقوت يومه ولا غده.

يصد عن الدنيا إذا هي أقبلت ... وإن أقبلت في زي عذراء ناهد

لم تطأ قدماه لملوك اليمن أعتاباً، ولا شهادت عيناه لهم حجاباً، ولم يتصل بأمير ولا وزير، ولم يسأل أسار الجيش أم ركب الأمير. إلى قوله:

ولم يزل صاحب الترجمة على حاله الجميل حتى توفاته الله إليه، في ليلة الجمعة، لليلتين خلتا من شهر رمضان، سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف (١١٥٢) ه، بـ (هجرة حوث)، واشتهر في بلاده أنه مات مسموماً دس عليه بعض الجبارين خوفاً منه، من يسمه في ريحان أهداه إليه، وأنه عوجل هذا الرجل بالعقوبة العظيمة، وهو من فقهاء تلك البلاد، وقد رثا صاحب الترجمة جماعة من العلماء، منهم شيخه البدر الأمير بمرثاتين: أحدهما: مرسومة على قبره ¦.