مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[ذريات المؤمنين تبع لهم]

صفحة 461 - الجزء 1

[ذريات المؤمنين تبع لهم]

  ولا شك أن ذريات المؤمنين تبع لهم، لقوله ø: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الطور/٢١]، والضميران في ألتناهم وعملهم محتمل أنهما للذين آمنوا، أو أنهما لذرياتهم، إذ أن كل مؤمن يدعو الله تعالى لذريته وللمؤمنين بالهداية والتوفيق، فعساها دعوة مستجابة، ولا شك أنها مستجابة لنص قوله تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ} أي وما نقصناهم.

  وإما أن يكون الضمير للذرية: فهو إخبار وتبيين وإيضاح على جهة الحقيقة أن ذرية المؤمنين تبع لهم، وأنه قول حقٍ ووعد صدق أن يبلِّغهم بفضله وإحسانه تعالى آبائهم الصالحين.

  ويزيد ذلك وضوحاً القرآءة: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}، عن ابن عباس ®، قال: قال رسول الله ÷: «إن الله يرفع ذريةَ المؤمن في درجته وإن كانوا دونه لِتَقرَّ بهم عينه» ثم تلا هذه الآية، أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم والبزار.

  وعن عبدالله بن مسعود ¥ في هذه الآية: الرجل يكون له القدم ويكون له الذرية فيدخل الجنة فيرفعون إليه لتقر بهم عينه وإن لم يبلغوا ذلك.

  وقال الشعبي: أدخل الله الذرية بعمل الآباء الجنة.

  وقال أبو مجلز: يجمعهم الله كما كان يجب أن يجتمعوا في الدنيا.