مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[دلالة الآيات والأحاديث]

صفحة 47 - الجزء 1

  والمخالف، قد شحنت به كتب علماء آل الرسول، وكتب شيعتهم الحفاظ الفحول، وغيرهم من علماء الإسلام حفاظ المنقول.

[دلالة الآيات والأحاديث]

  وقد قضى جميع ذلك بمنطوقه ومفهومه، وخصوصه وعمومه، وفحواه وإشارته، ولحنه وعباراته، بوجوب إجابة أئمة الهدى، ومصابيح الدجى من أهل بيت المصطفى، أمان أهل الأرض من الهلاك والردى، ولزوم طاعتهم ونصرتهم، ومودتهم وإعانتهم، وتعظيمهم، والكون في حزبهم وجماعتهم، وموالاة من والاهم، ومعاداة من عاداهم، والانتماء إليهم، والجهاد بين أيديهم، وبذل ما جعل اللّه ولايته إليهم، وغير ذلك من الحقوق التي تجب لهم، كل ذلك تعبداً للّه تعالى، وقياماً بحقه وحق رسوله، وما يجب لقرابة رسول اللّه ÷.

[فوائد طاعة الإمام]

  وثمرة ذلك كله عائدة على الأمة ونازلة بهم، كما قال تعالى: {فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}⁣[يونس/١٠٨].

  إذا تقرر هذا؛ فنقول:

  إن أكثر الناس قد تعاموا عن هذا الواجب العظيم، والتكليف الجليل الفخيم، وتساهلوا به، وتغاضوا عنه، وفرطوا فيه، كما قال تعالى: {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}⁣[المؤمنون/٧٠]، {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}⁣[يوسف/١٠٣]، {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ}⁣[هود/٤٠]، إنّا لله وإنا إليه راجعون، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.