[حول الإرجاء وحديث سورة الصمد]
  الفاعل لكبيرة واحدة، في العذاب المهين مع كونه فعلها في وقت يسير.
  وأجيب عنه من أوجه عديدة، وأعظمها وأجمعها ما ذكرناه، وهذا هو اختيار الإمام القاسم بن محمد # وغيره من الأئمة المتقدمين والمتأخرين من الآل وغيرهم وأبى على ومن معه وهو الذي نطقت به صرائح الآيات والأدلة، وإذ يلزم من القول بالموازنة استحقاق العقاب والثواب لشخص واحد في وقت واحد، وهو محال لأن أحكامهما متنافية ولا حاجة لإيراد آيات(١) الإحباط لأنها قد صارت معلومة عند الكافة.
[حول الإرجاء وحديث سورة الصمد]
  السؤال الثاني عشر: قال ¥: سؤال: تقرر عند أكثر أئمتنا $ أن من عصى اللّه ومات غير تائب أنه يستحق العقاب لا محالة، لئلا يلزم الخلف في الوعيد، وقرروا ذلك بالأدلة، وهم سفن النجاة، والأئمة الهداة، يجب اتباعهم لكن فيما أجمعوا عليه، وأما ما اختلفت فيه آراؤهم، وتشتت فيه أنظارهم، فلم يقل باتباع فرد معين أحد(٢) بعد أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، والمروي عن بعضهم: أن العاصي داخل تحت المشيئة، إن عذبه فبذنبه، وإن عفى عنه فبفضله،
(١) وهي مثل قوله تعالى: {وقدمنا الي ما عملو من عمل فجعلناه هباء منثورا} وقوله تعالى: {ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} وقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} وغيرها كثير. تمت سماعا عن شيخنا #.
(٢) لم يعتد بخلاف الإمامية تمت.