مقدمة التحقيق
مقدمة التحقيق
  
  الحمد لله الذي جعل آل محمد أنواراً يستضاء بهم في دياجير الظلم، ونجوماً يهتدى بهم عند التباس المسالك في البهم، ورجوماً لكل معتد متعد ممن بغى وحرف وظلم، وأماناً لأهل الأرض من الهلاك والعدم، ومفاتيح لكل المعضلات وكل أمر مهم، نحمده على ما هدانا له من معرفتهم، ومَنَّ به علينا من اتباع طريقتهم.
  والصلاة والسلام الأكملان الأتمان على الهادي البشير، والداعي إلى الله بإذنه محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الهداة الميامين.
  أما بعد: - تقدم الوعد منا للقارئ الكريم في مقدمة تحقيق مجموع فتاوى الإمام المهدي # بجمع القسم الأول من رسائل الإمام المهدي المستقلة - وإن كان بعضها قد طبع منفرداً - في كتاب يشتمل عليها وطباعتها، وهذا حين الوفاء بالوعد.
  الإمام المهدي # يحتل مكانة سامية بين علماء زمانه فما بعده، فمؤلفاته واجتهاداته وأنظاره محل احترام وتقدير العلماء النظار، والمجتهدين الكبار، الذين يعرفون قدر العلم وأهله، بل قد لقيت أقواله قبولاً كبيراً بين علماء عصره وما بعده، وراجت رواجاً كبيراً في سوق العلم وأهله في ذلك العصر، علماً أن ذلك العصر مزدحم بالعلماء، وزاخر بالمجتهدين، وغاص بأهل الفضل، فما قبولهم لذلك إلا أدل دليل، وأكبر شاهد على ما قلناه.