(بعثته عليه الصلاة والسلام)
  وتوفيت هي وكافله وناصره والمتفاني دونه أبو طالب في سنة واحدة، قيل في ثلاثة أشهر، وقيل خمسون يوماً، وسماه ÷ عام الحزن، قبل الهجرة بثلاثة أعوام، ورسول الله لا يحزن على كافرٍ ولا يوال منافقاً ولا يحب مشركاً.
(بعثته عليه الصلاة والسلام)
  بعثه الله ø إلى الخلق وهو في أربعين سنة، في يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، وفي بعض السير في شهر رمضان، ونزل روح القدس جبريل # بـ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[العلق/١]، و {يَا أَيُّها المزَّمِلُ}[المزمل/١]، و {يَا أَيُّهَا المدَّثِّرْ ١ قُمْ فَأَنذِرْ}[المدثر ٢ - ١]، و {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةٍ لِلْعَالَمِينَ}.
  وتتابع نزول القرآن الكريم حسب الدواعي والأسباب، فبلّغ ÷ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وصبر وصابر، وجاهد واجتهد، ونال الأمرَّينِ في ذلك السبيل الواضح المنير.
  أقام بمكة ثلاثة عشر سنة بعد النبوة للدعوة والنذارة، يعرض نفسه في المواسم بين القبائل، ويتتبع آثار الناس ومنازلهم، ومجتمعاتهم وأسواقهم، عكاظ ومجنّة وذي المجاز وغيرها، ويتعرض للعرب في البوادي والنوادي والمدن، وللحاج في عرفات ومنى ومكة والطائف وغيرها.
  ولاقى ÷ ما لا يلاقيه بشر من شديد الأمر والإيذاء، والاستهزاء والسخرية، وكان يقرأ عليهم القرآن الكريم ويقول: «من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي فله الجنة» فلا يجد أحداً ينصره ولا يجيبه، حتى أنه ليسأل عن القبائل ومنازلها قبيلة قبيلة، وقرية قرية، فيأتيها فيؤذونه ويردونه ويقولون قومك أعلم بك.