[كيفية محبة لأهل البيت]
  العرف - يعني عرف أهل الإيمان لا عرف غيرهم - فيجب أقل الأحوال، وقد جرت العادة في الأعراف في مثل هذه الجهات أن يقال: يا سيدي، أو يا هاشمي، أو يا ابن رسول الله، وما يؤدي هذا المعنى، وفي بعض الجهات: يا شريف فلان، حتى في بعض الجهات البعيدة المخالفين في المذهب، حتى استحسنوا لهم العمائم الخضر لئلا يلتبسوا على بعض الأغبياء فيُقَصِّرَ في حقهم، ولقد كانت بعض الدول تجعل لهم نقيباً منهم وأميراً منهم لئلا يدخلوا تحت ولاية أحد غيرهم، فهذا ما عليه المسلمون، «وما استحسنه المسلمون فهو عند الله حسن»، كلام الرسول الأمين ÷، فكيف يقال لا يجب ولا يندب؟!، وقد حكينا لك إجماع المسلمين بأنهم يخصون بشيء يفيد التعظيم، يميزهم عن غيرهم.
  والقول بأنه لا يجب ولا يندب، قول مخترع، لاحقٌ بأقوال أهل البدع، ولقد بلغ الحال ببعض العرب أنه إن لم يقم من مجلسه للسيد جهلاً لنسبه فيتوب ويعتذر إليه ويستغفر الله في حقه، وما معنى قوله ÷ «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى أكون أحب إليه من نفسه، وولدي أحب إليه من ولده».
[كيفية محبة لأهل البيت]
  وأما كونها تكفي المحبة بالقلب من غير ظهورها على اللسان والجوارح والأركان: فالمحبة هي واجبة بالقلب واللسان والجوارح، فلا يسقط القلب إلا محبة القلب، وأما اللسان والجوارح فتكليفها باق لا يسقطها إلا أفعالها.
  وأيضاً: فإن الحق في محبتهم حقان: حق لله ولرسوله، وحق لهم.