[المؤاخذة بأفعال القلوب]
  وأما العدل: فاللّه أعدل من أن يمكنه الدخول إلى جوف ابن آدم مع كون طبعه الإفساد، واللّه أعلم.
[المؤاخذة بأفعال القلوب]
  السؤال التاسع: قال أيده اللّه: سؤال: هل تطلع الملائكة الكتبة على أعمال القلوب، كما هو ظاهر قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}[الكهف/٤٩]، وقوله: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}[يس/١٢]، {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا}[النبأ/٢٩]، وقوله ÷ عن ربه قال: «إن اللّه تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بَيَّنَ ذلك، فمن هَمَّ بحسنة ولم يعملها كتبها اللّه عنده حسنة كاملة»، وفي رواية أخرى حكاية عن اللّه تعالى: «إذا هَمَّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه سيئة، وإن عملها فاكتبوها عليه سيئة، وإن هَمَّ بحسنة ولم يعملها فاكتبوها حسنة» ... الحديث.
  أم لا تطلع، كما هو ظاهر قوله ÷: «إن الرجل ليقوم في الليلة القرة فيتطهر فيحسن الطهور، ثم يدخل بيته فيرسل ستره فتصعد الملائكة بعمله، فيرد عليهم فيقولون: ربنا إنك تعلم أنا لم نرفع إلا حقاً، فيقول: صدقتم ولكنه صلى وهو يحب أن يعلم به»، وكذلك حديث السبعة الأملاك المشهور برواية أهل البيت مصرح فيه بعدم اطلاع الملائكة على بعض من عمل القلب.
  وإن قلتم بالأول، فما وجه الحديث الثاني؟.
  وإن قلتم بالثاني، فما وجه الحديثين والآيات؟.