[التعامل مع المسيء من أهل البيت]
  فلم نعلم قائلاً يقول هذه المقالة إلا مأثوراً عن فرق النواصب وطائفة عن الأشاعرة، وإن كانوا لا يقولون بإثبات الأمور المتناقضة.
  فمن فضائلهم ما تضمنته هذه الرسالة المفيدة، باللفظ والمعنى وغير ذلك مما لو رِيْمَ حصره لضاقت الأسفار، واستوعب المجلدات الكبار.
  وقد صنف الأئمة الراشدون، وشيعهم المكرمون، وسائر علماء الأمة المحققون، ما هو معلوم معروف لمن له أدنى مُسكة، وأقل اطلاع ومعرفة، فكيف تَثْبُتُ فضائلهم ولا يجب تعظيمهم؟ وهل ثمرة الفضائل إلا التعظيم من الأنام، وهو مزيد الإثابة من الملك العلام، كما نص عليه أهل الأصول في مسائل التفضيل، وفرقوا بين العوض والثواب على ذلك التفصيل، وكيف لا يقال بالتفضيل وقد ثبت قطعاً في الكتاب الكريم، حتى بَيْن الرسل $ وهم محل التكريم، قال الله تعالى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمُ عَلَى بَعَضٍ}[البقرة/٢٥٣]، وحتى فضّل الله بعض الجمادات على بعض، كما قال تعالى {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٍ مُتَجَاوِرَات} إلى قوله تعالى: {وَنُفَضِّلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعَضٍ}[الرعد/٤]، فالمُنكر لهم منكر للضرورة، وما معنى النبي المختار إلا أن الله اختاره من أشرف أُرومة وأكرم بيت، فكيف يقال: هم وغيرهم على سواء.
[التعامل مع المسيء من أهل البيت]
  وأما مسيئهم: فقد قال النبي ÷: «تجاوزوا عن مسيئهم»، وأثبت لأهل البيت ما لا يثبت لغيرهم، من التعظيم والتقديم، والولاية والرعاية، والمحبة بالقلب واللسان، وإكماله بالجوارح والأركان، قال ÷: