(من صفاته الخلقية والخلقية ÷)
(من صفاته الخَلْقِية والخُلُقِية ÷)
  وروي الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى في مقدمة البحر الزخار، عن علي # كان النبي ÷ أبيضَ اللون، مُشرباً بحمرة، أدعج العين، سبط الشعر، كث اللحية، ذا وفرة دقيق المسربة، كأن عنقه إبريق فضة، من لبته إلى سرته شعر يجري كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعره غيره، شثن الكف والقدم، إذا مشى كأنما ينحدر من صبب، فإذا مشى كإنما يتقلع من صخر، إذا التفتَ التفت جميعاً، كأن عرقه اللؤلؤ، ولريح عرقه أطيب من ريح المسك الأذفر، ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا العاجز ولا اللئيم، لم أرى قبله ولا بعده مثله.
  وفي رواية: بين كتفه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفاً، وأوفى الناس بالذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه أحبه.
  وسأل الحسن # أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئاً - يعني إلا أخبره -، كما سأل خاله هند بن أبي هالة - وكان وصافاً - فوصفه ÷ وصفاً عظيماً.
  وقال الحسين بن علي #: سألت أبي عن دخول النبي ÷ فقال: كان دخوله # لنفسه مأذوناً له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزء دخوله ثلاثة أجزاء: جزءاً لله، وجزءاً لأهله، وجزءًاً لنفسه، ثم جزء جزءه بينه وبين الناس، فيرد ذلك على العامة بالخاصة، ولا يدخر عنهم شيئاً، وكان من سيرته في جزء العامة، إيثار أهل الفضل بإذنه، وقسمته على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، يتشاغل بهم