[حكم التكبر عليهم]
  وقوله ÷: «يا فاطمةُ إن الله فطمك وذريتك من النار». قال القاضي العجلي في منظومته حاكياً عن القاضي عياض مثل هذا حتى قال شعراً:
  كذاك من بنسبٍ شريفٍ يُقْبِلُ ... قال به القاضي عياض الأفضلُ
  ونحن لا نقول بأن من مات مصراً على الكبيرة يدخل الجنة، لقوله تعالى {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}[النساء/١٢٣]، وإن كان للتعميم والتخصيص مجال هل يُقطع أو غيره، ومحله أصول الدين، ولا نجاة إلا بطاعة رب العالمين أو توبة التائبين، لكنا أردنا أن نحكي لك أن من العلماء من قال بهذا.
  وأما التوفيق إلى التوبة قبيل الموت: فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكذلك الكفاءة هي في معنى التفضيل، وكأن هذا لا يوازن هذا، وقد عرفتم معناها وترتيبها في الفقه وأن أعلاها الفاطميون، ثم العلويون، ثم الهاشميون إلخ ...
  وأما من كان منهم من أهل السداد - لاسيما إن كان من العلماء - أهل الرشاد والإرشاد -: فحقه أعظم وأجل، إذْ لهُ فضيلة النسب، وفضيلة الإيمان، وفضيلة العلم، وكفى بقوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة/١١]، وهم رأس المؤمنين، وقدوة العلماء العاملين، بل حفاظ شريعة سيد المرسلين ÷.
[حكم التكبر عليهم]
  وأما التكبر عليهم: فورطة أعظم من الأولى، فإن الكبر ممقوت مطلقاً، يكفيك الخصلة التي كفر بها إبليس لعنه الله تعالى بنص القرآن، قال تعالى {مَا مَنَعَكَ أَنْ