[حول تواتر القرآءات]
  إن قلتم: خطأ ونسياناً، لزمكم أن الفاسق معاقب على الخطأ والنسيان، إذ لا حسنة له، لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة/٢٧]، وهذا يخالف عدل اللّه - أعني المعاقبة على الخطأ والنسيان -، ويلزم منه الظلم وهو محال(١) عليه تعالى، وما استلزم المحال فهو محال.
  وإن قلتم: أذهبت عمداً، فهو مطلوبنا، وقوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}، يفيده، لأن الوسع دون الطاقة، فالطاقة: هي العزم الذي تفضل اللّه بعفوه، والوسع: هو الفعل، وهذا يطابق معنى رفع الإصر، {رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا}، لأن من قبلنا كلفوه، مثل التوبة بقتل النفس وهو داخل في الوسع، لكنه رفع عن هذه الأمة ببركاته ÷.
  وأما تفسير حديث: «نية المؤمن خير من عمله» فالمراد بالخيرية: أنه ينوي من أعمال الخير ما لا يبلغه بعمله ولا يقدر عليه، بل قد ينوي الأشياء المتضادة فيؤجر على النية فكانت النية خيراً من العمل.
  وقوله: «ونية الفاسق شر من عمله»، عكس هذا لأنه ينوي من الشر ما لا يقدر على فعله من أنواع المعاصي، فكانت نيته شراً من عمله، فظهر أنه لا يلزم عنه أن تكون النية وحدها لأن الحيثية مختلفة.
[حول تواتر القرآءات]
  السؤال العاشر: قال ¥: سؤال: قد ثبت عند جمهور أئمتنا وغيرهم
(١) أي في الحكمة لأنه قادر على فعله تعالى لكن لا يفعله لحكمة. تمت