مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الأدلة من الكتاب على وجوب طاعة الإمام]

صفحة 40 - الجزء 1

  تكون أيديكم مع أيدينا، ولكم ما لنا وعليكم ما علينا؛ من إقامة أركان الإسلام التي هي: صومٌ، وصلاةٌ، وحجٌ، وزكاةٌ، وشهادة أن لا إله إلا اللّه [وأن محمداً عبده ورسوله]، وما يتبعها من الإتيان بالواجبات، واجتناب جميع المقبحات، والأمر بالمعروف الأكبر، والنهي عن الفحشاء والمنكر، والتغيير على الظالمين، ومثاغرة الكافرين، والجهاد في سبيل رب العالمين، كل أحد بمستطاعه وما يقدر عليه، {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}⁣[الأحقاف/٣١]، قد أردنا أن نذكر في هذه الرسالة المختصرة أبواباً ينفع اللّه تعالى بها في أمور الدين، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[الذاريات/٥٥]، {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}⁣[هود/٨٨].

[الأدلة من الكتاب على وجوب طاعة الإمام]

  قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ٢٤ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}⁣[الأنفال/٢٥ - ٢٤]، دلت الآية على وجوب إجابة الإمام الحق إذا دعا إلى سبيل الرشاد، لأن الإمام قائم مقام الرسول ÷ بالإجماع، ولهذا قال أبو بكر بمحضرٍ من الصحابة الراشدين ¤، عند قتال أهل الردة: (واللّه لو منعوني عِقالاً - أو قال عَناقاً - مما كانوا يُؤدونه إلى رسولِ اللّه ÷ لقاتلتهم عليه).

  وقال تعالى: {أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}⁣[النساء/٥٩]، وأُولوا الأَمْرِ هُم أئمةُ الحقِّ بالإجماع.