(خلافته #)
  وكان مع ذلك أشد قوة، لم ينقص الجوع قوته، وهو الذي طلق الدنيا، وكانت الأموال تُجبى إليه من جميع بلاد الإسلام إلا الشام، فيفرقها ويمزقها، جيدها ورديئها ويقول: هذا جناي وخياره فيه، إذ كل جان يده إلى فيه.
  وإذا فرق ما في بيت مال المسلمين صلى فيه، أعبد الناس وأكثرهم صلاةً وصوماً وركوعاً وسجوداً، كان له ثفنة كثفنة البعير لطول سجوده.
  قيل لزين العابدين # - وكان الغاية في العبادة -: أين عبادتك من عبادة جدك عليٍّ؟ قال: عبادتي عند عبادة جدي كعبادة جدي عند عبادة رسول الله ÷.
  اشتغل بالقرآن الكريم وحفظه عنه وفي عهده الله ÷ ولم يكن غيره يحفظه، وجمعه بعد موته ÷ ولم يكن أحد جمعه.
  حقاً إنه حجة من حجج الله وآية من آياته، انتهى من عدة مصادر باختصار.
  ولا يتسع المقام لذكر ما يجب له # فلو استرسلت لاحتجت إلى مجلدات.
(خلافته #)
  مدة خلافته: كما قال الإمام أبو طالب في الإفادة: كانت البيعة يوم الجمعة لثماني عشر خلت من ذي الحجة، سنة خمس وثلاثين من الهجرة النبوية على صاحبها وآله الصلاة والسلام.