مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الجد الثامن والعشرون: الإمام موسى الكاظم]

صفحة 345 - الجزء 1

[الجد الثامن والعشرون: الإمام موسى الكاظم]

  وأما والدنا وإمامنا أبو الحسن، الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين #:

  ولادته بالأبواء سنة (١٢٨) هـ ثمان وعشرين ومائة للهجرة النبوية الشريفة.

  وأمه أم ولد، يقال لها حميدة المغربية، وقيل: نباتة.

  كان # عظيم الفضل، كثير النسك، واسع العطاء، كان يخرج الليل وقد جمع دنانير ودراهم في صرر تحت كُمِّهِ فيعطي من لقيه، وكان يُضرب المثل بصرة موسى، وكان بعضهم يقول: عجباً لمن جاءته صرت موسى فشكا القلة.

  كان شديد السمرة، رابط الجأش، كثير التفكير والتأمل والنظر، حليماً وقوراً.

  ولُقِّب بالكاظم: لكظمه الغيظ وحلمه، ولُقِّب أيضاً بالصالح، والصابر، والأمين، وباب الحوائج.

  قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد الحجة، الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المسمى لفرط حلْمِهِ وتجاوزه بالكاظم.

  قبض عليه موسى الهادي العباسي وحبسه وآذاه وضيق عليه، فرأى علي بن أبي طالب # في نومه يقول: يا موسى {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} فانتبه مرعوباً، وقد عرف أنه المراد، فأمر بإطلاقه، ثم تربص به من بعد ذلك، ونجا الكاظم.