[آية المودة بيان للفرقة الناجية]
  وروى الناصر للحق # بإسناده عن سعيد بن خثيم قال: سألت زيد بن علي # عن هذه الآية: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ}[النساء/٨٣]، فقال #: الرد إلينا، نحن والكتاب الثقلان، فالرد منا وإلينا.
  قال الناصر #: ويؤيد ذلك أنه قَرَن طاعته بطاعة رسوله، فوجب أن يكون في الصفوة مثله، فالرد إلى الرسول رد إلى سنته، والرد إلى أولي الأمر رد إلى ذريته، لأنه قال: «إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي»، إلى غير ذلك مما يطول ذكره.
[آية المودة بيان للفرقة الناجية]
  وأما آية المودة: وهي قوله تعالى {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى/٢٣]، فإنها دالة على أن مودتهم واجبة، فيكونون على الحق وإلا حرمت مودتهم، لقوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة/٢٢]، وغيرها، وكونهم على الحق يقتضي وجوب متابعتهم، لعدم الواسطة بين الحق والضلال، لقوله تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ}[يونس/٣٢]، والمراد بالقربى: أهل البيت، لأنه ÷ قد فسرها بذلك، وكذلك أمير المؤمنين #، وفهم ذلك الصحابة ¤، كما رواه في شواهد التنزيل بالإسناد إلى علي # قال: «فينا آل محمد آية، لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن»، ثم قرأ {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى/٢٣].