مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[حكم طلب العلم الشرعي]

صفحة 128 - الجزء 1

  ومن كلام الوصي # في ذكر الدنيا قوله: «هو الذي أسكن الدنيا وبعث إلى الجن والإنس رسله، ليكشفوا لهم من غطائها، وليحذِّروهم من خرابها، وليضربوا لهم أمثالها، ويبصروهم عيوبها، وليهجموا عليهم بمُعتَبرٍ - من تصرف مصاحِها وأسقامها وحلالِها وحرامِها -، وما أعدّ للمطيعين منهم، والعصاة من جنة ونار وكرامة وهوان.

  رواه عنه الإمام المؤيد باللّه يحيى بن حمزة # في كتاب الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي.

  فعلى العاقل إن كان لبيباً أن ينظر لنفسه النجاة في يوم يجعل الولدان شيباً، ومجمع النجاة في العلم النافع، والعمل الخالص، فقد قال ÷: «الناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم».

  ووجه الخطر: ما أشار إليه ÷ في الحديث الآخر وهو قوله: «حراسة العمل أشد من العمل»، والحراسة إنما تكون بالاحتراز عن المحبطات الظاهرة والباطنة، من معاصي الجوارح والقلوب بعد إحراز العقيدة الصحيحة، ثم العلم والعمل فإنما تتم النجاة لمن علم فعمل، فأخلص فحرس ذلك العمل.

[حكم طلب العلم الشرعي]

  واعلم أن تعلّم أحكام الشريعة، والتفقه في الدين فرض واجب، وحكم لازب، وذلك ينقسم إلى قسمين:

  أحدهما: فرض عين يجب معرفته على كل مكلف.

  وذلك تعلّم القدر الذي لابد منه من أصول الدين كما مر