مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[معنى قوله تعالى {إلا امرأتك} على القرآءتين]

صفحة 201 - الجزء 1

  والنسيان المستلزم نفي المجموع، ولهذا أجابه الصحابي بقوله: (بعض ذلك قد كان)، لما فهم من عموم السلب.

  وقلتم: إذا دخلت كل على ذي الأداة، مثل كل الطعام، فهل تفيد تأسيساً أو تأكيداً ... الخ.

  فنقول: قد عرف من القاعدة البيانية أن التأسيس أولى من التأكيد، لأنه إثبات فائدة جديدة بخلاف التأكيد، وهاهنا ينبغي حمل اللام على أنها لام الجنس، ويستفاد العموم من كل لأجل يحمل على التأسيس، ولامتناع جعلها لام الاستغراق لتأديته إلى تضاعف أداة الاستغراق، مع أنها هي التي تخلفها كل، لا أنها تجامعها، ولا يفترق الحال بين الجنس المحلى والجمع المحلى لإفادة الكل الاستغراق، فكأنه قد انهدم معنى الجمعية كما ذكره بعض المحققين، لكنه في العتق والطلاق له نيته عند أهل المذهب، فكأن النية قرينة صارفة فيما يحتمله بحقيقته أو مجازه أو عرفه، وإن كانوا قد فرقوا بين هذا وبين المجرد عن كل، فجعلوا لام الجنس المفيدة للاستغراق الداخلة على الجمع تفيد استغراق الجموع فقط، والداخلة على المفرد مفيدة لاستغراق الأفراد، لكنه يفترق الحال بعد دخول كل فيأتي فيها ما تقدم من سلب العموم أو عموم السلب وما قيل فيه.

[معنى قوله تعالى {إِلاَّ امْرَأَتَكَ} على القرآءتين]

  السؤال الثامن عشر: قال ¥: سؤال: عن قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} إلى قوله تعالى: {إِلاَّ امْرَأَتَكَ}⁣[هود/٨١]، قرئ في السبع بالرفع والنصب في امرأتك، وذكر الزمخشري أن الرفع على البدل من أحد، والنصب على الاستثناء