مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الأصول التي لا يعذر المكلف بجهلها]

صفحة 74 - الجزء 1

  للزم أن يكون مع اللّه قديم، وهو باطل.

  وللزم أيضاً أن يشبه المُحدَثات، لأن صفاتها زائدة على ذواتها، فالحياة فينا مثلاً غير الحي، لانتفاء الصفة مع بقاء الذات، واللّه تعالى ليس كذلك، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

  المسألة السابعة: أن اللّه تعالى لا يشبه الأشياء.

  لأنه لو أشبهها للزم أن يكون مُحدثاً مثلها، وقد ثبت أنه قديم، فيجب أن لا يشبهه شيءٌ، لأن المثلين لا يصح أن يكون أحدهما قديماً والآخر مُحدثاً، وقد قال تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}⁣[الشورى/١١].

تنبيه: [حول تنزيه الله عن صفات المخلوقات وتأويل الآيات المتشابهة]

  وإذا تقرر أن اللّه تعالى ليس كمثله شيء فيجب أن يُنفى عنه جميعُ صفات الأجسام والأعراض، مثل الحدوث والفناء، والجوارح والأعضاء، والتحيُّز والاستقرار، والرؤية، والنزول والصعود، والكون في جهة، والغم والسرور، والألم واللذة، وأن يكون حالاً أو محلاً، وغير ذلك، لأن تلك جميعها من صفات الأجسام والأعراض، واللّه بخلافها ويتعالى عنها.

  وما ورد في بعض الآيات الكريمة مما يوهم ظاهرها التشبيه فهو من المتشابه، والواجب تأويله بما يصحح معناه، ورده إلى الأدلة القطعية من العقل والمحكم من السمع، وقد قال تعالى {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ}، أي أصله الذي يُرَد إليه {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ