مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الوقف على لفظ الجلالة في آية الراسخين في العلم]

صفحة 204 - الجزء 1

  وثانيهما: أن المراد بالاستثناء في قرآءة النصب الإسراءُ التام، لأنه قال إن موعدهم الصبح، وهو المطابق لرواية بقاها عند قومها بعودها بعد الخروج إلى بعض الطريق، ويناسب المصلحة في إخراجها لئلا تنذر قومها بخروجه، لأن هواها هواهم، فالمعنى: أسر بأهلك الإسراء التام الذي أمرت به إلا امرأتك، وقد علم أنه المأمور به المفهوم عند نبي اللّه لوط #.

  ويكون المعنى بقراءة الرفع: أن المراد لا يلتفت منكم بعد الخروج أحد، لما علم اللّه في تركه من المصلحة إلا امرأتك فغير منهية، لأنه لا ينفعها ترك الالتفات، لكونها على طريقة قومها.

  ويستفاد منه أيضاً نكتة: وهو أن مجرد الالتفات غير مؤثر في وقوع العذاب وعدمه عليها، وإنما المؤثر سوء سريرتها، ويكون معنى الرواية أنها سمعت العذاب فالتفتت ... الخ أي سمعت مقدماته، أو سمعت ضجة من لوط # فالتفتت فرجعت فأصابتها حجر، وحينئذ تصير الروايتان والقرآءتان في معنى واحد، وهذا لم أقف فيه على نص لكنه مناسب، ولا مانع من إحداث تأويل ثالث كما نص عليه أئمة الأصول، لا سيما في مثل هذا الذي هو غير رافع للتأويلين وتخريج لكلام الحكيم على وجه الصحة.

[الوقف على لفظ الجلالة في آية الراسخين في العلم]

  وأما قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الألْبَابِ ٧}⁣[آل عمران]، فالمختار عند أئمتنا $، واختاره الزمخشري: أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله وهو على قراءة الوقف