مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[في الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل]

صفحة 150 - الجزء 1

  على النار - أي إطلاعه عليها - ليعرف قدر ما هو فيه من النعمة، وما صرف اللّه عنه من النقمة، ومثل هذا محاسبة التائب على ما تاب منه سواء، ويكون الحديث المخصوص بالرسول ÷ مخصصاً لعمومات أدلة الحساب.

  ويبقى الإشكال في حديث: «إن لله سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب»، لما يلزم منه أن تكون حالتهم أفضل من حالة الأنبياء $ مع النص على «أنه ما من نبي إلا وهو يحاسب بذنب غيري».

  ويجاب عنه: بمنع اللزوم - أعني أنه لا يلزم من محاسبة الأنبياء أن تكون حالتهم أدنى -، بل يمكن جعل حديث السبعين الألف مخصصاً ثانياً لعموم أدلة الحساب.

  ويمكن أن تكون محاسبة الأنبياء فيها زيادة نعمة وراحة لهم حيث تمحى عنهم تلك الصغائر، ثم يبلغون مراتب عالية على المكلفين، وثواباً نامياً على ثواب سائر المتعبدين، لكرامتهم على اللّه، وخلوص أعمالهم، ويعرفون بذلك أنه لم يساوِ بينهم وبين من ليس هو من معاشر النبيئين، فتقر خواطرهم، ويزدادوا راحة إلى راحتهم، سلام اللّه عليهم.

[في الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل]

  السؤال السابع: قال أيده اللّه: سؤال: ما يقال في صفات اللّه تعالى من نحو الصمد والمتفضل ونحوهما، إن قلنا: لم يزل متفضلاً مصموداً، لزم قدم المتفضَّل عليه والصامد، لأن صفة الفعل الثابتة بعد أن لم تكن كما ذكره الإمام المرتضي وغيره، وإن قلنا: إن اللّه تعالى كان غير متفضل مصموداً، فهذا لفظ يوجب الذم، فما الجواب في هذه وفي نحوها من صفات الفعل الثابتة بعد أن لم تكن،