[الأصول التي لا يعذر المكلف بجهلها]
  فمعنى قوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[الصف/٧]، أي لا يزيدهم بصيرة بظلمهم، أو لا يُثيبهم، أو لا يحكم لهم بالهدى ولا يسميهم به.
  ولا يجوز أن يكون المعنى الأول [من معاني الهدى الذي هو الدعاء إلى الخير]، لأنه رد لما علم من ضرورة الدين، لدعائه تعالى الكفار وغيرهم.
[معاني الضلال]
  والضلال يطلق على معانٍ:
  ١ - منها الإغواء عن طريق الحق: كما قال تعالى: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ}[طه/٨٥].
  ٢ - ومنها الهلاك: كما قال تعالى: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ}[السجدة/١٠].
  ٣ - ومنها العقاب: كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}[القمر/٤٧].
  ٤ - ومعنى الحكم والتسمية: كما في البيت.
  فمعنى قوله: {وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ}[إبراهيم/٢٧]، أي يهلكهم، أو يعذبهم، أو يحكم عليهم، أو يسميهم به.
  ولا يجوز أن يكون المعنى الأول، إذ هو ذم لله تعالى وتزكية لإبليس وجنوده، وذلك كفر.
[معاني الفتنة]
  والفتنة كذلك [تطلق على معانٍ]:
  ١ - بمعنى المحنة، كقوله ÷ «ستأتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم، فيظن المؤمنون أنهم هالكون ثم يكشفها اللّه تعالى بنا أهل البيت».