[ذم التقليد]
  ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال، وقلدهم فيه، مالت به الرجال من يمين إلى شمال، وكان من دين اللّه على أعظم زوال»(١).
  وقوله ÷ لمن سأله أن يعلمه من غرائب العلم فقال: «وما صَنعتَ في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه؟»، قال الرجل: يا رسول اللّه، وما رأس العلم؟ قال: «معرفة اللّه حق معرفته»، قال: «وما معرفة اللّه حق معرفته»، قال: «أن تعرفه بلا مِثل ولا شبيه، وأن تعرفه إلهاً واحداً، أولاً آخراً، ظاهراً باطناً، لا كفُؤ له ولا مثل»، وغير ذلك.
  والمعنى: أن تعرف ذلك بالنظر والاستدلال الموصل إلى العلم، لأن التقليد في أصول الدين قبيحٌ مذمومٌ، ولا يُؤمَن أن يُقلَّد المخطئ أو الكافر في كفره بلا شك.
[ذم التقليد]
  وقد ذم اللّه التقليد في كتابه وعلى لسان نبيه ÷:
  لأنه لا يفيد إلا الظن، وقد قال اللّه تعالى {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}[النجم/٢٨]، وقال تعالى: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}[الأنعام/١١٦]، وقال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[الإسراء/٣٦]، وقال تعالى حاكياً عن الكفار: {قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}[الجاثية/٣٢]، إلى غير من ذلك من الآيات.
(١) رواه الإمام أبو طالب # بسنده إلى أمير المؤمنين #. تمت عن مولانا الإمام الحجة مجد الدين المؤيدي.