مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الأصول التي لا يعذر المكلف بجهلها]

صفحة 84 - الجزء 1

[معاني قدَّر - مشدداً -]

  وقدّر - مشدداً - على معانٍ أيضاً:

  ١ - بمعنى خلق، كما في قوله تعالى {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا}⁣[فصلت/١٠].

  ٢ - وبمعنى أحكم، كقوله تعالى {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}⁣[الفرقان/٢].

  ٣ - وبمعنى بيّن، تقول: قدر القاضي نفقة الزوجة.

  ٤ - وبمعنى قاس، تقول: قدرت ذا على ذاك.

  ٥ - وبمعنى فرض، يقال: قدِّر ما شئتَ.

  فيجوز أن يقال: أن اللّه تعالى قدَّر الواجبات: بمعنى فرضها، وقدَّر الطاعة والمعصية: بمعنى بيّنها، مقيداً لا بمعنى خلقها، خلافاً للمجبرة.

  قالوا: قال اللّه تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}⁣[الصافات/٩٦].

  قلت: يعني خلقكم والحجارة التي تعملونها أصناماً.

[معنى الإيمان بالقضاء والقدر]

  نعم، وكل ما كان من فعله تعالى فهو بقضائه وقدره، وعليه يحمل الحديث «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره»، سمي شراً مجازاً، لنفرة النفوس عنه، كالأمراض والنقائص، والإيمان به اعتقاد أنه من اللّه تعالى بحكمةٍ ومصلحةٍ يعلمها.

[بيان مَن هم القدرية؟]

  واعلم، أن المجبرة هم القدرية: