[وسوسة الشيطان في قلب الإنسان]
[وسوسة الشيطان في قلب الإنسان]
  السؤال الثامن: قال أيده اللّه: سؤال: عن الوسوسة في القلب كيف يتصور ذلك، والحواس من السمع والبصر والشم والذوق واللمس لا تدرك الشيطان ولا فعله، فتؤدي ذلك إلى القلب كما في نظائره؟
  والجواب: أن وسوسة الشيطان قد قضت بها الأدلة المتضافرة، ومع العلم بأن موردها ليس بإحدى الحواس يجب الحكم بثبوتها بأمر قد مكن اللّه الشيطان منه، وإن لم نعلم كيفيته: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}[الإسراء/٨٥]، ويظهر الأثر بالوجدان، وأوله الخاطر النفسي، ثم الداعي، ثم العزم، ثم الفعل، وهذه الأشياء منها ما هو من فعل اللّه، ومنها ما هو من فعل العبد، ومنها ما هو مشترك بين العبد والشيطان:
  فالأول: وهو الخاطر النفسي الذي لا يمكن دفعه، من فعل اللّه، وهو الذي ضج منه المسلمون إلى رسول اللّه ÷ لما نزل قوله تعالى: {وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ}، فقال لهم: «لا تقولوا كما قالت اليهود سمعنا وعصينا، فقالوا: سمعنا واطعنا»، فرفع(١) عنهم، ونزل قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُوْلُ ..} إلى آخر الآية، وما بعدها {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا
(١) أي حصل البيان بأنه مرفوع لا أنهم كلفوه ثم رفع لأنه تكليف مالا يطاق واللّه يتعالى عنه وسيأتي للإمام # كلام في جواب السؤال عقيب هذا تمت سماعا عن شيخنا مجد الدين بن محمد المؤيدي #.