[وصية الإمام يحيى بن حمزة #]
[وصية الإمام يحيى بن حمزة #]
  
  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم
  سبحان من اختص بدوام القيومة وسرمدية الوجود، المعتالي بالعظمة والاختصاص بصفات الجلال على كل معبود، الجواد الذي إليه الرغبة في نيل المطالب، والمعهود إليه في إحراز كل مقصود، الذي أرغم بالموت أنف كل متكبر فخور محتال، وجعله طياً لما يُسطَّر من صحائف الأعمال، وقصّر به ما اتسعَ من تنفيس طوامحِ الآمال، وقطع به ما امتد وطال من مدائد حبال الآجال، وأذاقهم مرارة طعمه، وجعله قاطعاً لوصل الوصال، حتمه على جميع الخلائق بحيث لا محيص لهم عنه ولا زوال، وأرغمهم بقضائه عليهم فلا مدفع له عن أنفسهم ولا يدفع في صرفهم دفع دافع ولا حيلة محتال.
  وأشهد أن لا إلا إله الله وحده لا شريك له.
  وأشهد أن محمد عبده ورسوله، شهادة أعدها بخروج النفس بالموت وميقاته، وأجعلها ذُخراً لإحراز رضوان الله تعالى والفوز برضوانه وجناته.
  وبعد: فإني أعتذر إلى الله وإلى من وقف على هذه الأحرف من دخولي في هذا الأمر، فما كان لإحراز حطام دنيا، ولا للترفه بشيء من نعيمها ولذاتها، ولكن قصدت لعل الله أن يظهر كلمة الدين على يدي، ويظهر أحكام الإسلام ويمحو ربوع الظلم ورسومه بعنايتي، ويطفئ نار الجور وتركس آثاره وتحيا معالم