مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[ترجمة الجد الثالث عشر: عز الإسلام محمد بن الإمام يحيى بن حمزة]

صفحة 291 - الجزء 1

  فمحمد لا عقب له، والعقب لعلي.

[ترجمة الجد الثالث عشر: عز الإسلام محمد بن الإمام يحيى بن حمزة]

  وأما الوالد العلامة عز الإسلام محمد بن أمير المؤمنين المؤيد بالله يحيى بن حمزة #، ففضائله لا تحصى، وفواضله لا تُستقصى، كان جواداً سخياً، خيّراً زكياً، فاضلاً كريماً، سمحاً عظيماً، عالماً مجتهداً، له أيادٍ مشهورة، وفواضل مذكورة، وسار بمعرفته الركبان، وكرمٌ وصل إلى القاصي والدانِ، وسماحة زائدة وصلت إلى أقاصي البلدان، وعرفها القريب والبعيد، وامتاحها الأهيل والغريب، ولما عُرف بذلك أقبل الناس إليه، وعولوا في أمورهم عليه، ورفعوا إليه من تلك الجهات الأموال والخيرات، وقصدوه بالأموال الواجبات المفروضات والمسنونات، فصرفها في وجوه الطاعات، وأنفقها على أرباب القرآءات، وعمر مسجد الشجرة بهجرة حوث بالأفاضل، من وجوه العلماء والأماثل، من صدور الفضلاء وقامت المدرسة على ساق، وأنفق عليها غاية الإنفاق، ورزق أهلها بأهنأ الأرزاق، وكانوا بها على أحسن حال، وأنعم بال، لم يكن في المدن مثل حالها، ولا في الأمصار الكبار مثل صفتها، وكفاهم أفضل الكفاية، ورعاهم أحسن الرعاية، واجتمع بها من وجوه السادات وأبناء الأئمة، وجهابذة العلماء، وصدور الفضلاء، ما لم يجتمع بغيرها.

  وكانت وفاته بها في شهر شعبان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة (٧٨٨) هـ، ودفن في صرح القبة التي على السيد حسين بن علي وأولاده، فوق البركة.

  وأمه وأم إخوته - عبد الله، وحسين، وأحمد -، أم البركات بنت الفقيه العلامة جمال الدين محمد بن يحيى خليفة.